طراز الباروك

طراز الباروك:

نشأ فن الباروك مع نهاية مع نهاية عصر النهضة واستمر حتى عام 1720هـ تقريباً،وهو لم يكن متمتعاً بخط أسلوبي واضح، بل ظهرت الاختلافات الواضحة بين أساليب فنانيه، غير أن السمة التي كانت تجمعهم هي النزوع نحو التحرر من قيود الكلاسيكية.

الأسلوب الباروكي مصطلح يطلق على أشكال كثيرة من الفن الذي ساد غربي أوروبا وأمريكا اللاتينية. والعصر الباروكي بشكل عام هو الفترة الممتدة من أواخر القرن السادس عشر وحتى أوائل القرن الثامن عشر في تاريخ أوروبا.

باروك هو اصطلاح مستعمل في فن العمارة والتصوير معناه الحرفي شكل غريب، غير متناسق، معوج. وقد ظهر هذا الفن أول مرة في روما في السنوات الأخيرة من القرن السادس عشر الميلادي. ويتميز الأسلوب الباروكي بالضخامة ويمتلئ بالتفاصيل المثيرة. وفي القرن الثامن عشر تطور الفن الباروكي إلى أسلوب أكثر سلاسة وخصوصية ويسمى بفن الروكوكو. وكان فنانو الباروك يغرمون بالجانب الحسي للأشياء ويعتنون في وصفها بتفصيل وتنميق وكانت إيطاليا وعاصمتها روما في القرن السابع عشر هي المركز الرئيسي للنشاط الفني الكبير كما كانت أهم مصدر للفنون في أوروبا.

نشا فن الباروك مع نهاية عصر النهضة.. وهو لم يكن متمتعا بخط أسلوبي واضح ,,بل ظهرت الاختلافات الواضحة بين أساليب فنانيه ..

غير إن السمة التي كانت تجمعهم هي النزوع نحو التحرر من قيود الكلاسيكية ..و قد انتشر هذا الطراز في عالم الغرب بتنوع طرق أدائه في مجالات الرسم و التصميم و النحت و العمارة و الموسيقى و الشعر و امتزجت فيه اقتباسات من الأسلوب القوطي مع ما أنجزته كلاسيكية عصر النهضة..

إن فن الباروك يتميز بميل واضح نحو إظهار الحيوية و الحركة في اندماج مع الأحاسيس العاطفية الفياضة و ذلك في مقابل مبادئ الفن الكلاسيكي المعروفة مثل التوازن و الاتساق و النظام..

لقد كان ما يشغل مخيلة الفنان الباروكي هو تحقيق مبدأ توسيع رؤيته بدلا من تعميقها و قد فضل معنى التباين في مقابل مبدأ الانسجام.. من أهم فناني هذا العصر ((كارافجيو، لورينزو برنينى، بول روبنز))

كارافاجيو

ولد كارافاجيو قرب برشيا وتلقى تعليمة في ميلانو.. لقد قام هذا الفنان بإدخال أساليب المصورين الفلمنكيين و التي تتميز بالمحاكاة المباشرة للنماذج الطبيعية ..إلا انه قد أضفى عليها روحا مسرحية .. من حيث التركيز على مناطق معينه بالاستعانة بالضوء ..

لعل الثورة التي أحدثها كارافاجيو في فنه كانت ترمي إلى طبع الحياة اليومية بطابع القداسة لقد مهد بفنه لظهور الرسم الباروكي عندما عنى بالتأكيد الإحساس بالتوتر العاطفي الحاد..

تعتبر لوحة ( الوضع في القبر ) من روائع الأعمال التي أنجزها الفنان .وفيها يتضح البناء التركيبي الذي يقوم على أساس الاتجاه بميل إلى أعلى فيعكس بذلك صورة معبرة بطريقة غير عادية ..

فنلاحظ انه بنفس الطريقة إن الاتجاه الواقعي هو ما يميز الأداء في لوحة العذراء بحيث لم تترك الفرصة لأي محاولة لإكساب الإشكال هيئة كمالية..

أما لوحاته (قارئة الكف) و(ميدوزا) و(باكوس)فانها تكشف عن الروح التجريبية و النضارة التي تميز فن كارافاجيو..

فقد اكتسبت صور شخصيات أعماله عمقا دراميا باستخدام إمكانيات الظل و الضوء ..

إن التمرد الحماسي لدى كارافاجيو قد قاده دائما نحو التعارض مع التقاليد و المجتمع ..فقد تميز فنه بالبساطة و حب الحياة ..وقد كان لفن كارافاجيو تأثير واضح على الفنانين عبر العصور ..

"بول روبنز"

ولد هذا المصور الفلمنكي في مدينة زيجن الألمانية .. ولقد التحق بمرسم توبياس فيرهخت المشهور بالمناظر الطبيعية ..ولمدة ستة أشهر.. بعدها التحق بمرسم ادم فان نورت .وامضى فيه أربع سنوات ..وبعد ذلك التحق بمرسم اتوفان فين وظل به حتى سنة 1600..

حينما قرر الذهاب إلى ايطاليا كان قد بلغ من العمر آنذاك 23 سنه حيث عينه في فنيسيا الدوق مانتوا رساما في بلاطة ..و صحبة معه إلى فلورنسا حيث شاهد أعمال فناني عصر النهضة العظماء (دافنتشي ومايكل انجلو ورافائيل)..

فقد نقل أعمال عديدة للفنان رافائيل ووضح في أسلوبه في ذلك الوقت مزيج بين تلك التأثيرات مع الطابع السائد و الناشئ عن الانغماس في حياة وطنه و من الحب لطبيعة بلاده و قد انعكس كل ذلك في أعماله بحيوية و شاعرية ..

فن روبنز يضم التعبيرات الدرامية مع الاستخدام البليغ للغة التصوير ومن أهم موضوعات أعماله (الجسد الإنساني)

وقد اخرج روبنز أعمالا تصور هذه الأجساد و هي تلتف و تنحني بحيوية في كل اتجاه . ورغم إن هذه الأعمال كانت خالية من أي موقف تجاه هذه الحياة إلا أنها كانت تبهرنا بأناقتها و حيوية خطوطها و ببنائها المعقد و البارع بنفس الوقت ..

لقد جمع روبنز في أسلوب أدائه المتميز بين صفات من قوة المعالجات الفنية عند مايكل انجلو و بين الرقة الشاعرية في أعمال رافائيل بجانب الاستخدامات الضوئية في لوحات تيتسيانو,,كان متأثراً أيضاً بفنانين فينسيا مما ترك بصماته التي لا تمحى في إبداعاته ..

كانت اغلب موضوعات روبنز دينيه و شملت أيضا الوجوه الشخصية حيث توصل من خلالها إلى مستوى فني ناضج و بخاصة في لوحة (صورة شخصية للدوق ليرما) رسم صورة تمثل (القديس جورج و التنين ) تلك التي قدمها هدية للملك تشارلز الأول ملك انجلترا ..

إن أعمال روبنز تشتهر بألوانها الزاهية و برسومها الضخمة وقد طغت حيوية شخصيته على ألوانها فجعلتها تنبض بالحياة .. نجد إن فنه في الغالب يمثل النموذج الأصيل لطراز الباروك ..

وكل السمات الأساسية مثل : سيادة الإحساس والمشاعر على المنطق و العقل و دينامية القوالب الشكلية بجانب الأساس التزييني الباهر .. فقد شكلت جميعها القاعدة الأساسية لفنه وإبداعه

إن فن بول روبنز هو الفن الذي يعبر عن غاية الأداء الذاتي و الواقعي في نفس الوقت.. رغم إن هذا الفن يعبر عن ذوق الطبقة الارستقراطية التي نشا منها الفنان ..

إن أبطال لوحات روبنز تمتلئ قوة وباس مع طاقة روحية ذاتية .. ونساء أعماله هن مخلوقات تتجسد في صحة معنوية وبدنية في نفس الوقت .. ففي لوحة (صيد الأسود ) تأثير حماسي و اندفاع عاطفي غير عادي ..