عصر النهضة الذهبي في إيطاليا
كانت الفترة من عام 1500 حتى 1550 والتي عرفت بعصر النهضة الذهبي في إيطاليا، تعد فترة حاسمة في تاريخ الفن لقد أخرجت لنا هذه الفترة الفنانين العظماء أمثال "ليوناردو دافنشي " و"رفائيل" و "ميكل أنجلو" و"جورجيوني" و"تيتسيان" وهي الفترة التي من خصائص فنها الميل نحو التركيب والتعميم، ومحاولات الكشف عن القانون العام للظواهر.
لقد أصبحت المدن الإيطالية مراكز للفنون فتحت أذهان العالم على الأفكار الجديدة، الأكثر عملية، والأكثر استقلالاً وذاتية، فاحتضنت تلك المدن العباقرة في شتى النواحي وإحاطتهم بالعناية.
ليوناردو دافنشي:
ولد عام 1452-1519م في بلدة فينشي من أم غير شرعية، وأبوه بيير ودا انطونيو دافنشي، نشأ "ليوناردو" كشخصية جادة، تنبض بالحرارة وتشعر بالوثوق في المستقبل، وكان يهوى الخروج إلى الغابات من أجل أن يتأمل أسراب الطير،وهي تسبح في الفضاء ويتفحص سيقان النبات وأوراق الزهور.
إن ليوناردو دافنشي بحق يعد أحد الشخصيات العملاقة في عصره إنه الفنان متعدد المواهب العالم الباحث والفنان يسعى دائماً وراء المعرفة ووراء فهم حركة وهيئة الكون يود أن يعرف كيف تعمل قوانين الطبيعة معاً.
لقد أراد ليوناردو دافنشي من وراء بحثه في الرسم أن يصل إلى التغيرات التي يحدثها الضوء في ملامح الوجه من الناحية النفسية.
وربما كانت لوحة العشاء الأخير 1495-1498م هي أشهر أعمالها لتي استخدم فيها المنظور الخطي استخداماً واضحاً بهدف إعطاء الإحساس بالحركة في فراغ الصورة وإكساب الأشخاص البعيدة منطقية بصرية.
وقد اكتسبت صورة الموناليزا تأثيرها الساحر بفضل السهولة الطبيعية التي بدت في طريقة صياغتها الفنية، حتى أصبحت بمثابة خطوة متقدمة في تطور الصور الشخصية.
ميكل أنجلو بوناروتي (1475-1564م):
نشأ في مدينة كاستل كابرزي المتاخمة لفلورنسا، وقد تعلم تقنية الفريسكو أي التصوير الملون على سطح من الجص الطازج.
إن ما يميز فنه هو اجمع بين مفهوم الحساسية الشديدة للمؤثرات الدينية، ومظاهر الطريقة التي تتجلى في إحلال عامل الإحساس في مكانة الإنسجام لقد اقترنت معاني القوة في فن ميكل أنجلو بالطبيعة الإنسانية الشامخة. فهو نحات بارع في تجسيد الأساطير الإغريقية وبخاصة من خلال أعماله التي ا،جزها في الفترة التي قضاها في فلورنس أما في روما فقد نحت تمثال ارحمة لكي يوضع في كنيسة القديس بطرس (1498-1499)
رفائيلو سانزيو (1483 - 1520 م)
هو رسّام إيطالي من عصر النهضة. تتلمذ على يد بييترو بيروجينو، وأقام عدة ورشات في بيروجيا، فلورنسا وروما، ثم تولى منصب رئيس المهندسين والمشرف على المباني لدى بلاط الباباوات، يوليوس الثاني ثم ليون العاشر من بعده.
يعد من بين أساتذة الحركة الكلاسيكية الأولى، يجمع فنه بين الدقة في التنفيذ وتناسق الخطوط، وله اعتناء خاص بانتقاء الألوان. كان له تأثير كبير على فن التصوير حتى أواخر القرن التاسع عشر.
أعماله
قام بإنجاز أجزاء العديدة من اللوحات الجِصيّة (الجِدارية) في غرف الفاتيكان مثل مدرسة آثينا؛ هيليودوري (كاتب إغريقي قديم) يطرد من المعبد؛ الاحتفاء بالقربان المقدس؛ بارناس (في الميتولوجيا الإغريقية هو جبل الحوريات الخاص بالإله أبولو)؛ وغيرها، وتعود أكثرها إلى الفترة 1509 - 1514 م، كما أشرف شخصيا على تنفيذ بقية أعمال التزيين، والتي قام بها مجموعة من تلامذته. بالإضافة إلى تنفيذ مجموعة من الصور على الورق المقوى، تم عن طريقها إنجاز المنسوجات الخاصة بالكنيسة السِكستية (نسبة إلى البابا سكست الرابع، 1471 - 1484 م): "شهادة الحواريين".
من بين أعماله المشهورة:
· زواج السيدة العذراء (1504 م، متحف برينا، ميلانو).
· غالاتي (من شخصيات الميتولوجيا الإغريقية) تبتهج بالنصر (1511 م، فيلا فارنيسيني، روما).
تجلي السيد المسيح (1518 - 1520 م، متحف الفاتيكان للرسم).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق