الاثنين، 30 مايو 2011

اواخر عصر النهضة - طراز النهجية

أواخر عصر النهضة:
يعد طراز النهجية (الافتعالية) أول أسلوب دولي منذ الطراز القوطي، وهو خطوة، وهو خطوة جاءت بعد عصر النهضة، حيث تأكدت النزعة الذاتية للفنان. لقد اختل مفهوم الانسجام الكلاسيكي، وأصابت الوحدة المكانية تفكك ملحوظ وكانت تقاليد التناسب ونظام المنظور.
وقد جمع الفنان في مذهب النهجية بين مكاحاة النماذج الكلاسيكية وبين تشويهها في نفس الوقت، مما ينتج عنه بزوغ الروح الجديدة. لقد حاول الفنانون في هذا المذهب التخلص من مبادئ الانتظام والانسجام والمعيارية بالمفهوم الكلاسيكي واستبدلوها بالصبغة الروحية العميقة، وبالتأكيد على النزعة العقلية والميل إلى الإغراب وبإكساب الموضوعات رقة وتأنق زائد وبالإفراط في الطابع الذاتي.
تنتوريتو (1518-1594)، احد أعظم أساتذة الرسم في عصر النهضة بالبندقية، كان قد أهمل من قبل النقاد، وأمناء المتاحف، وزوار المعارض لعقود من الزمن. فزوار البندقية غالبا ما يعودون ورؤوسهم مليئة بروائع تاريخ الفن. ولكن، حالما يكونوا في أوطانهم، لا يبقى الا القليل مما يثير اهتمامهم. وان آخر معرض كبير مكرس لتنتوريتو بمفرده قد كان قبل 70 عاماً- وكان ذلك في البندقية.
ولم يكن تعلّق تنتوريتو بالشعر والدين نابعاً من تأثير إغريقي أو كنسي بل كان ولعاً ثقافياً نابعاً من إحساس بأهمية الفن في إثراء الحس الإنساني بالجمال ودفعه إلى اطراح القبح والدمامة إلى جانب ما يشيعه في النفس البشرية من سلوى في ساعات المحن والخطوب. ثم إن الكتاب المقدس لم يعد بالنسبة إليه مجرد وثيقة للدعوة المسيحية بل هو إلى جانب ذلك مجموعة من الأمثال والرموز تهدي الناس إلى دروب الخير والرشاد.
الجريكو:
الجريكو (1548-1625) من أعظم فناني عصره،وهو من أصل يوناني درس الفن في روما، ثم استقر في إسبانيا كان رسام و نحات و مهندس معماري من وقت النهضة الإسبانية. الجريكو ، اسم شهرته معناه اليوناني إشارة لأصله اليوناني.
الجريكو عاش في اسبانيا و كان من اكبر فنانين طراز الباروك مع انه ما اشتهر في حياته. اتسمت أعماله بتحوير شكل الأشخاص و امتداد أجسامهم مع استعمال اللون الرمادي. تأثر به كثير من الرسامين الأسبان وبالذات الرسام فلاسكويز.
تأتي أعمال الجريكو الفنية متفردة, الحوار فيها صامت ساخر, غالبية لوحاته وأعماله تدور حول موضوعات دينية, ولكن طريقته المعالجة لا تعرف لا الأصول المثالية اليونانية القديمة, ولا التقاليد الكنسية المرعية. شخوصه امتدادات لونية مجسمة, وأبنية لوحاته تداعيات أندلسية مشغولة, مشحونة كرقائق الدانتيلا. وحدتها تقترب وتبتعد بعين المتلقي, أكثر من عين الواقع حوار جمالي مبكر بين مفردات الشرق والغرب بغير إعلان, وبغير افتعال. أعمال الجريكو تحقق لقاء معجزا بين السماء, والأرض في عالم خاص يضرب في غياهب المجهول, تعيش فيه الكائنات منطلقة إلى ما وراء الأشياء, لا تفكر في وجودها, بقدر ما تحلم بما إليه تصير.
بيتر بروجل الأب (1470- 1528):
يُعدّ بيتر برويجل Pieter Bruegel الأكبر أحد عظام المصوّرين لما تنفرد به تكويناته الفنية من تلقائية ووضوح. ومن الناحية التاريخية يعدّ البعض برويجل آخر ومضة تألّقت في سماء التصوير الفلمنكي المبكر على حين يعدّه البعض الآخر المبشّر بفن عصر جديد. وكان برويجل من بين عظماء الفنانين أوّل من صوّر لوحاته خصّيصاً للمشترين من المتذوّقين مطلقاً لنفسه الحرية في اختيار موضوعاته. وفي الحق إن ما يأسرنا في لوحاته ليس موضوعاتها فحسب بل رؤاه الشخصية وأستاذيته في فن التشكيل، فقد فتن برويجل بالسلوك الإنساني وكانت البشرية بكل نقائصها ومثالبها هي محور فنّه الذي لم تتحكم به أيّة أساليب فنية تقليدية. واشتهر هذا الفنان بصفتين: الأولى هي شهرته فناناً شعبياً، تلك الصفة التي أضفاها عليه اشتغاله بتصوير المشاهد الهزلية الغريبة ثم المشاهد التي يمثّل فيها الفلاحين ومرحهم الصاخب في أعيادهم، وهي ما تتجلى فيها موهبته الفذّة التي تدخل البهجة على النفوس رغم ما تتسم به من غرابة. أما صفته الثانية التي لا تؤدي فيها تلك الموهبة إلا دوراً ظاهرياً فهي قيمته كمصور يصدر عن فلسفة عميقة الغور جعلته يحتل مكانة مرموقة بين الكوكبة النادرة من عظماء الفنانين على مر التاريخ. وما نعرفه عن حياته قليل إلا  وقد عاش بيتر برويجل خلال عصر مشحون بالاضطرابات الاجتماعية والفتن السياسية والدينية مما كان له أثره عليه دون شك. على أن استشفاف أفكاره وآرائه لا يتسنى لنا إلا من خلال آثاره الفنية فحسب‪. وأطلق عليه المؤرّخون اسم "برويجل الأكبر" على حين أطلق عليه معاصروه اسم "برويجل الهازل" لما كانت تصخب به تصاويره من سخرية لاذعة تشحذ فكرهم وتدفعهم إلى التأمّل، وآثر البعض تسميته "برويجل الفلاح" لشغفه بتصوير حياة أهل الريف.
لوحات الفنان: وليمه العرس في مخزن الغلال تفصيل.العروس حفلات أهل الريف .تفصيل. الرقص على أنغام مزمار القربه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق